قد يظن البعض أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة الشديد يتمثل فقط في الشعور بالانزعاج وعدم الراحة أو عدم القدرة على أداء النشطة المعتادة كما كان الوضع عليه، ولكن هذا اعتقاد ليس كاملاً تماماً؛ فلارتفاع درجات حرارة الجو آثار صحية شديدة قد تكون في بعض الأحيان خطيرة وتستدعي مساعدة طبية، وهو السبب وراء التحذيرات التي تتم في حالة حدوث موجات حر تتعرض لها البلاد من الخروج من المنزل أو التوصية باستخدام جهاز تنقية الهواء من الرطوبة وأجهزة التكييف وما شابهها، ولعل أبرز ما قد يتسبب به الحر الشديد هو الإصابة بضربة الشمس أو الإجهاد الحراري، ويمكن توضيح هاتين الحالتين على النحو الآتي:
ضربة الشمس
تنتج الإصابة بضربة الشمس عندما تكون درجة حرارة الطقس مرتفعة بشكل كبيرة بالتزامن مع ارتفاع نسب الرطوبة في الجو، حيث يتسبب هذا الوضع في عدم نجاعة عملية التعرق وتبريد الجسم لذاته بسبب عدم تبخر التعرق كما هو مطلوب، فيتسبب ذلك بالتالي في ارتفاع حرارة الجسم لما يقارب 41 درجة مئوية خلال ربع ساعة إلى جانب التأثير على أجهزة حيوية في الجسم، وتستدعي هذه الحالة بالضرورة التدخل الطبي، أما في حالة عدم معالجتها طبياً فقد تمتد خطورتها لتصل حد الإعاقة الدائمة أو الوفاة، وبخاصة بالنسبة للفئات الضعيفة مثل كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
الإجهاد الحراري
يمكن اعتبار حالة الإجهاد الحرارة كحالة أقل خطورة وأكثر اعتدالاً من حالة ضربة الشمس، وتنتج عن تعرض الجسم لحرارة شديدة لعدة أيام في ظل بذل مجهود كبير وبالتزامن مع عدم شرب كميات كافية من الماء، وعند الإصابة سيبدأ الجسم بالتعرق الشديد مع تطور شعور بالصداع والغثيان والدوار وآلام العضلات والتعب الشديد، كما يكون التنفس سريعاً وسطحياً والنبض سريعاً وضعيفاً، ويمكن أن تتحسن هذه الحالة عند الحصول على المساعدة الطبية في الوقت المناسب، ولكن في حال الإهمال من الممكن أن تتطور لتتحول إلى ضربة الشمس.
للحؤول دون تعريض النفس لأخطار مشابهة من المهم الابتعاد قدر الإمكان عن التعرض لأشعة الشمس والخروج من المنزل خلال الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ومن المهم كذلك الاستعانة بوسائل التبريد المختلفة طوال الوقت، كالاستحمام بالماء البارد، وتناول المشروبات الباردة والخفيفة والماء على وجه الخصوص، واستخدام المراوح أو مكيفات صحراوية في الامارات العربية المتحدة؛ لتُعين على الطقس شديد الحرارة.
